الإيمان والتجارب وسلوك أولاد الله
(1) مقدمة وتحية (ع 1):
1يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللَّهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يُهْدِى السَّلاَمَ إِلَى الاثْنَىْ عَشَرَ سِبْطًا الَّذِينَ فِى الشَّتَاتِ.
ع1: يفتتح يعقوب الرسول رسالته بقوله “يعقوب عبد الله والرب يسوع” ليظهر لاهوت السيد المسيح، ورغم أنه لُقِّب بأخى الرب ظل محتفظاً باتضاعه فدعا نفسه عبدًا ليسوع المسيح. وكما كان العبد ليس له سلطان على جسده أو زوجته أو أولاده، فيقول الرسول يعقوب أنه “عبد” بفرح لأنه سلَّم كل حياته وماله للرب، كما قالت السيدة العذراء “هوذا أنا أمة الرب”، ففرحتها أنها ستكون والدة الإله الكلمة المتجسد لم تنسها أنها عبدة الله.
الشتات : تشتت المسيحيون الذين من أصل يهودى بعد استشهاد استفانوس فى كل أنحاء العالم بسبب الإضطهاد، فكتب لهم يعقوب الرسول هذه الرسالة ليشددهم ويشجعهم ويقوى إيمانهم. وكتب أيضًا لجميع المؤمنين المُضطَّهدين ولجميع من آمنوا من اليهود الذين كانوا قبلاً يعيشون بين الأمم.
? ليتنا لا ننسى أننا عبيد لله ونسلم له كل حياتنا مهما كان لنا من دالة البنوة.
(2) كيف نحتمل التجارب ؟ (ع2-12) :
2اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِى، حِينَمَا تَقَعُونَ فِى تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ، 3عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. 4وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَىْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ، غَيْرَ نَاقِصِينَ فِى شَىْءٍ. 5وَإِنَّمَا، إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ، الَّذِى يُعْطِى الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. 6وَلَكِنْ، لِيطْلُبْ بِإِيمَانٍ، غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. 7فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. 8رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ، هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِى جَمِيعِ طُرُقِهِ. 9وَلْيَفْتَخِرِ الأَخُ الْمُتَّضِعُ بِارْتِفَاعِهِ، 10وَأَمَّا الْغَنِىُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ. 11لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِىَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هَكَذَا يَذْبُلُ الْغَنِىُّ أَيْضًا فِى طُرُقِهِ. 12طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِى يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِى وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ.
ع2: إحسبوه : إعتبروه.
كل فرح : بركات كثيرة للتجارب تفرح النفس.
تقعون : تعنى وقوع تجارب من الخارج على المؤمن ولكن دون أن يسقط الإنسان فى خطية. وهذا النوع من التجارب لتزكية الإنسان كما امتحن الله إبراهيم. والله يعطى التجربة على قدر احتمال الإنسان ولكن إن أخطأ الإنسان أثناء التجربة كما تذمر أيوب، فالله يسنده حتى يتوب وبهذا يستفيد أيضًا من التجربة.
عندما يسمح الله بتجارب تأتى علينا لا ننزعج بل نثق فى البركات الكثيرة التى سننالها منها وتفرح قلوبنا. وفى الأعداد التالية تظهر بركات التجارب وهى :
ع3 : 1- الصبـر :
أول وسائل احتمال التجربة والنجاح فيها هو الصبر عليها، لأن الألم شئ صعب على الإنسان ولكن بالصبر عليه ننال بركات.
ع4 : 2- أعمال الكمال :
الوسيلة الثانية هى مصاحبة الصبر بالأعمال الروحية مثل الصلاة والصوم والمطانيات والشكر، والإستمرار فى هذه الأعمال بسعى نحو الكمال المسيحى. وهكذا ننموا روحيًا فى علاقتنا بالله.
ع5 : 3- الحكمـة :
التجربة تخلق مشاكل فيحتار الإنسان كيف يتصرف ويحتاج للحكمة ليتصرف حسناً ويعبر التجربة. ويقدم الرسول حلاً بسيطًا وهو طلبها من الله بإيمان وهو بالطبع سيعطى، وعطاؤه يتميز بأمرين :
أ – بكثرة وسخاء أكثر مما نطلب.
ب- بمحبة أبوية فلا يعيرنا بضعفنا وجهلنا بل على العكس يستر علينا ويكرمنا.
ع6-8 : 4- الإيمـان :
إن الله مستعد أن يعطينا الحكمة ولكن بشرط الإيمان وأن نكون مستعدين أن نفعل ما يطلبه منا، ونثق أن التجربة هى للخير وأما المرتاب أى الشكَّاك فيشبه موج البحر، يرتفع ويندفع إلى الشاطئ ثم يتراجع، مثل هذا الإنسان يعيش قلقًا مضطربًا غير قادر على اتخاذ القرار الصائب. لأن عقل المرتاب غير مقتنع بأن طريق الله هو الأفضل، ومثل هذا لابد أن يتأكد أنه لن ينل شيئًا من عند الرب لأنه لا يؤمن بحكمة الله وقدرته.
رجل ذو رأيين : شخص يتردد بين الإتكال على الله والإستناد على عقله وقدراته وقوى العالم. أو يتردد بين التمسك بوصايا الله واستخدام وسائل العالم الشريرة، فيستخدم أحد الإتجاهين أحيانًا ثم الإتجاه الآخر. وهذا سيعانى من الإضطراب وعدم الإستقرار فى كل أمور حياته.
ع9 : 5- الاتضـاع :
الإنسان الروحى، أمام التجربة، يتذكر خطاياه ويتوب ويصلى بتذلل أمام الله، وعندما يتضع هكذا يرفع عنه الله مشاعر الضيق ويعزى قلبه فترتفع روحه ويبارك الله ويشكره. وهذا هو الإفتخار برفع الله له أى الشكر.
ع10 : 6- غربة العالم :
الذى يشعر بغربة العالم وزواله يستطيع أن يتقبل التجربة وخسارة الماديات لأنها زائلة فى نظره، ويشبهها الرسول بالزهور التى سرعان ما تسقط فى الأرض وتذبل. وبالتالى يجدر بالأغنياء وكذا كل واحد منا الشعور بأن كل ما نملكه زائل، فإن أخذته التجارب لا ننزعج ونثق أن الثروة الحقيقية هى فى الحياة مع الله وملكوت السموات، أما من يعتمد على الماديات فسيذبل مثلها أى لا يتمتع بالسعادة الحقيقية مع الله على الأرض ولا ينال شيئًا فى السماء.
ع12 : يختتم الرسول كلامه عن احتمال التجربة فيبشر من يحتملها، متبعًا الوسائل السابق ذكرها فى الآيات الماضية مجتازًا التجربة بنجاح، بنوال الإكليل السماوى فى الملكوت أى التمتع مع الله إلى الأبد.
? لا تنزعج من التجارب التى تمر بك، فمهما بدت صعبة، ثق أن معونة الله لن تتركك والله سمح بها لتتقدم فىحياتك الروحية وتخلص بها من كل شر.
(3) التجارب الداخلية وصلاح الله (ع13-18):
13لاَ يَقُلْ أَحَدٌ، إِذَا جُرِّبَ، إِنِّى أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا. 14وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. 15ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا. 16لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِى الأَحِبَّاءَ. 17كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِىَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِى الأَنْوَارِ، الَّذِى لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. 18شَاءَ، فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ، لِكَىْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ.
ع13: إذا جرب : سقط فى خطية بسبب التجربة.
ينتقل إلى نوع آخر من التجارب وهى التجارب الداخلية، أى تفاعل القلب مع الشر والسقوط فى خطية. فإن حدث هذا لا يظن الإنسان أن الله هو الذى خلق له طبيعة مائلة للشر أو دفعه للشر بهذه التجربة. لماذا ؟.. لأن الله بار وقدوس وكامل فلا يستطيع أحد أن يجربه بمعنى أن يسقطه فى خطية. وهو بالتالى، لأنه نورانى، لا يميل بطبيعته إلى الظلمة أو إسقاط الناس فيها، بمعنى أن يجربهم ليسقطهم.
أما التجارب السابقة التى هى امتحان إلهى فهى تعنى محاولة الله لترقية الإنسان لدرجات أعلى ليكافئه مكافأة أكبر.
ع14: السبب الحقيقى للوقوع فى التجربة هو تحرك الشهوة فى قلب الإنسان وانخداعه بحيل إبليس، فينجذب إلى لذة الخطية الخارجية ويسقط فى شرها ومرارتها.
ع15: يوضح خطورة التفاعل الداخلى والسقوط فى التجربة، فالإنسان ينجذب إلى لذة الخطية لميوله الشهوانية الشريرة وهذا يشبهه بالحَبَل. والشهوة تسقط الإنسان فى خطية فعلية ويشبه الخطية بالمولود من الحبل. ثم عقوبة الخطية هى الموت والعذاب الأبدى. فإذا استمر الإنسان فى خطاياه طوال عمره تكمل خطيته ويُحكمَ عليه بالموت الأبدى، وذلك مثل إنسان يشتهى حب التملك فيسقط فى خطية السرقة ثم يُحكمَ عليه بالسجن، فهذه تجربة تفاعل الإنسان معها داخليًا بمشاعر شريرة. وعلى عكس ذلك يوسف الصديق الذى احتمل العبودية فى بيت فوطيفار ثم آلام السجن فنال مكافأة الله وهى عرش مصر، فهذه تجربة خارجية لتزكية يوسف ومكافأته.
? طرد الأفكار الشريرة ينجيك من خطايا كثيرة، فالشيطان يفتت قوتك ويضعفك بكثرة الأفكار حتى إذا عرض عليك الخطية الفعلية بعد ذلك يسهل سقوطك. فاحترس من الأفكار والمناظر والكلمات حتى لا تسقط فى تجارب صعبة تهلك حياتك.
ع16: ينهينا الرسول عن اتهام الله بأنه سبب خطايانا ومشاكلنا، فسبب خطايانا كما ذكر هو انجذابنا بشهواتنا إلى الشر أما الله فصالح ومصدر كل البركات.
ع17: أبى الأنوار : مصدر كل نور وخير على الأرض.
ليس عنده تغيير ولا ظل دوران : الكواكب تدور ويتغير مكانها وينتج عن ذلك تغير الجو فى فصول السنة وتعاقب الليل والنهار، وكان الظل قديمًا يعرف به الزمن، أما الله فليس عنده أى شئ من هذا لأنه ثابت وكامل.
يعلن الرسول أن مصدر كل العطايا الصالحة التى نتمتع بها وكل المواهب والقدرات التى عندنا هو من الله المعطى البركات، وهو ثابت ومستمر فى عطائه وليس مثل البشر المتغيرين، فمهما بدوا صالحين فإنهم يتغيرون ويموتون.
ع18: كلمة الحق : المسيح.
باكورة من خلائقه : كان اليهود قديمًا يقدمون باكورة زرعهم وبهائمهم لله فتكون مقدسة ومتميزة عن غيرها لأنها لله. هكذا المؤمنون هم باكورة من العالم حتى يؤمن الكثيرون غيرهم، وبسببهم يبارك الله الأرض كلها بما فيها من حيوانات ونباتات.
? أعظم نعمة نلناها هى الولادة الجديدة بالمعمودية، فصرنا أولاد المسيح المخلص وبداية للكنيسة التى ستضم الكثيرين الذين يؤمنون على مر الأزمان.
(4) سلوك أولاد الله (ع 19-27):
19إِذًا يَا إِخْوَتِى الأَحِبَّاءَ، لِيكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِى الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِى التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِى الْغَضَبِ، 20لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ. 21لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. 22وَلَكِنْ، كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. 23لأَنَّهُ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِى مِرْآةٍ، 24فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِى مَا هُوَ. 25وَلَكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ، نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ، وَثَبَتَ، وَصَارَ، لَيْسَ سَامِعًا نَاسِيًا، بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطًا فِى عَمَلِهِ. 26إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هَذَا بَاطِلَةٌ. 27اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ الآبِ هِىَ هَذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِى ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ.
ع19،20: ينبه الرسول الإنسان المؤمن إلى بعض الفضائل الهامة فى حياته وهى أن يكون:
1- مسرعًا فى الاستماع : الإنسان الذى يسمع جيدًا يفهم أكثر ويجد فرصة أن يطلب الله ليرشده فيما سيقوله؛ وهو أيضًا مريح للآخرين ويقيم علاقة محبة أقوى معهم وينتج ذلك أن يكون مبطئًا فى التكلم أى غير مندفع. كما يقول سليمان الحكيم “أرأيت إنسانًا عجولاً فى كلامه الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به” (أم 29 : 20)، إذا ماذا هل نصمت أم نتكلم ؟ .. يقول القديسون “الكلام من أجل الله جيد والسكوت من أجل الله جيد أيضًا”.
2- مبطئًا فى الغضب : المسيحى الحقيقى لا يغضب على الآخرين، بل يكون متشبهًا بأبيه السماوى الطويل الأناة “لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله”.
ولكن الغضب المقبول هو غضب الإنسان على نفسه أى التوبة ويسمى أيضًا الغضب المقدس.
3- لذلك إطرحوا كل نجاسة وكثرة شر : إذ يهدأ الإنسان فى كلامه مع الآخرين، يلزمه أن ينتبه إلى التوبة ورفض كل أنواع النجاسة سواء الأفكار الشريرة والمناظر السيئة والكلام الدنس وكل أفعال الزنا والشرور الكثيرة المرتبطة بها.
4- إقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم : التوبة تمنح الإنسان نقاوة فيقبل كلام الله الذى يقرأه فى الكتاب المقدس أو يسمعه فى الكنيسة ويخضع له باتضاع وهدوء، فتنغرس الكلمة فى قلبه وتؤثر فيه وتقوده فى طريق الخلاص. وهذا يوضح أهمية قراءة كلمة الله وحضور الإجتماعات الروحية.
ع22: 5- عاملين بالكلمة : لأن من يسمع ولا يعمل يخدع نفسه بأنه متدين ويعرف كثيرًا، ولكن المقياس ليس بالمعرفة بل بتنفيذ الوصية عمليًا.
ع23، 24: يشبه الرسول من يسمع الكلمة ولا يعمل بها برجل ينظر فى مرآة ولم يصلح من منظره بل يمضى وينسى عيوبه. أما المؤمن فيجب أن ينظر بتمعن فى كلمة الله التى هى مرآة تكشف له ضعفه وأخطاءه ونقائصه، فيقبلها بوداعة ويصلح من ذاته ساعيًا إلى القداسة والحق والكمال ليتشبه بأبيه السماوى ويحافظ على صورته التى أخذها بالولادة الجديدة.
ع25: إذا كان ناموس موسى أوامر بالحرف وفرائض وأحكام يعمل بها الإنسان كعبد وكواجب وفرض ثم ينساها، فناموس المسيح غير ذلك، فهو ناموس الحرية التى لأولاد الله عن حب. وسمى الناموس الكامل لأنه يوصل الإنسان للكمال بالنعمة وعمل الروح القدس.
ومن يثبت فى كلام الله مطبقًا إياه فى حياته، تكون أعماله مباركة من الله ويتمتع بالفرح والسلام.
ع26: 6- ملجما لسانه : من يعتقد فى نفسه القداسة والتدين ولكن لا يضبط لسانه، فهو يوهم نفسه بتقوى مزيفة ويخدع نفسه أنه يعرف الله وهو لا يعرفه لأنه يثور ويغضب ويشتم ويدين الآخرين ويظن أنه صار مصلحًا لهم.
ع27: 7- الرحمة : يلخص يعقوب الرسول مفهوم الديانة الطاهرة بأنها :
- أعمال رأفة مرتبطة بالإيمان والرحمة بالأيتام والأرامل الذين ليس لهم أحد يعولهم.
- حفظ الإنسان قلبه فى نقاء وقداسة وطهارة الفكر ويضع كلمة الله فى حياته موضع التنفيذ بصبر وحب وفرح.
ولذلك ينبغى على المؤمن أن يبتعد عن كل مصادر التلوث السمعى والبصرى ليصير مقدسًا لله جسدًا ونفسًا وروحًا.
? قدم محبتك لكل من حولك واشفق على الجميع فلا يوجد إنسان لا يتعرض لمتاعب، واهتم خاصة بمن لا يهتم بهم الآخرون أو يعانون من الإحساس بالوحدة وثق أن عمل الرحمة هذا يملأ قلبك سلامًا ويفيض عليك مراحم الله ويفرح قلبك عندما ترى الإبتسامة على وجوه من رحمتهم.