This post is also available in:
English
يقع دير الشايب على بعد 6 كيلومتر تقريبًا من مدينة الأقصر (طيبة القديمة) فى البرالشرقى ويبعد عن القاهرة 671 كم.
حياة القديس باخوميوس
– وُلد بالصعيد الأقصى من والدين وثنيين حوالى عام 292 م، وكان باخوميوس منذ طفولته محبًا للعفة والطهارة، غير راضٍ عن العبادة الوثنية، ولا يشترك فى ولائمها.
– أخذه والداه دفعة ليُقدمه ذبيحة للشياطين التى فى النهر، وإذ رآه كاهن الوثن صرخ: “إبعدوا عدوّ الآلهة من هنا حتى تكف عن غضبها علينا!”، فحزن والداه جدًا.
– مرة فى صباه حمل طعامًا للرعاة، بات فى المساء هناك، وكان لأحدهما بنتان جميلتان، فجاءت إحداهما تطلب منه أن يضطجع معها، وأما هو فأجابها: “لا تدعيني ارتكب هذا الفعل الدنس! هل عيناى عينا كلب فأنام مع أختى؟” وعندما خلَّصه الرب من يديها، هرب مسرعًا إلى بيته.
– تجنَّد باخوميوس فى الجيش، وكان منطلقًا مع زملائه لقمع ثورة ضد الإمبراطور، فى الطريق استراحوا عند مدينة لاتوبوليس (إسنا حالياً) وكان الكل منهك القوى، فجاء أهل المدينة يقدمون لهم طعامًا وشرابًا بسخاءٍ وفرحٍ.
– سأل باخوميوس عن سبب هذا الكرم، فقيل له إنهم يفعلون هذا من أجل إله السماء، فهم محبّون للجميع، بعد صلاة طويلة قرر أن يصير مسيحيًا إن عاد سالمًا.
– وبتدبيرٍ إلهى خَمَدت الثورة وسُرِّح الجنود، فانطلق إلى شينوفسكيون (قصر الصياد) حيث سجَّل اسمه فى قائمة الموعوظين.
– نال العماد المقدس، وبقىّ فى القرية ثلاث سنوات يمارس أعمال المحبة والرحمة، خاصة عندما حلّ بها وباء فكان لا يكف عن خدمة الجميع.
– أحبت القرية كلها القديس باخوميوس، لكن قلبه كان يلتهب نحو التكريس للعبادة، وإذ سمع عن راهبٍ قديسٍ يسكن البرية بجوار القرية يدعى “بلامون” انطلق إليه، وسأله أن يقبله تلميذًا له.
– أظهر له القديس بلامون صعوبة الحياة الرهبانية، وطلب منه أن يرجع إلى القرية يجرِّب نفسه بتداريب معينة لكنه أمام ثبات قلب باخوميوس قبله، بل وأحبَّه جدًا، خاصة وأن باخوميوس قد اتسم بالطاعة مع النسك الشديد وحب العبادة.
– كان القديس باخوميوس متهللًا بحياة الوحدة، سعيدًا بعمل الله معه من خلال أبيه الروحى أنبا بلامون، لكن قلبه كان متوجعًا من جهة إدراكه أن كثيرين يشتهون الحياة الرهبانية لكنهم عاجزين عن ممارسة حياة الوحدة القاسية، فكان يطلب من أجلهم.
– فى أحد الأيام إذ كان يجمع حطبًا في منطقة طبانسين (جنوب قصر الصياد)، ظهر له ملاك، وطلب منه أن يقيم ديرًا هناك، وأعطاه لوحًا به البنود الأساسية لنظام الشركة، وقد جاءت سهلة للغاية، يستطيع الكثيرون أن يمارسوها.
– أخبر القديس باخوميوس معلِّمه الأنبا بلامون بما حدث، ففرح الأب جدًا وبارك العمل، وبالرغم من شيخوخته لم يعترض على إقامة نظام جديد للرهبنة لم يعهده، بل ذهب معه إلى طبانسين، وساعده فى تأسيس الدير، ثم استأذن منه ليعود إلى مغارته على أن يلتقيا مرة كل عام، تارة فى الدير وأخرى فى المغارة، وإن كان القديس بلامون لم يعشْ كثيرًا بعد ذلك.
– فى طبانسين أسس القديس باخوميوس أول دير له حوالي عام 318 م، بالقرب من إدفو، وقد أعطاه الله نعمة فى أعين الكثيرين حتى أنشأ فى المنطقة حوالى عشرة أديرة، وكان عدد الرهبان في الدير الرئيسى بإدفو وحده حوالى 1500 راهبًا.
– جاءه أخوه الأكبر يوحنا حيث ترهَّب عنده، وكان يعمل معه بكل طاقته فى تأسيس هذا النظام، كما جاءته أخته فقابلها وشجَّعها على الحياة الرهبانية، وأسس لها ديرًا فى الإتجاه المقابل من النيل، ضمَّ حوالي 300 راهبة تحت قيادتها.
– لــم يتبـقى من كل هذه الإديرة سوى دير الأنبا باخوميوس بمنطقة حاجر أدفو.
لماذا سمى بدير الشايب ؟
– الاسم الأصلى للدير هو دير القديس العظيم الأنبا باخوميوس بالأقصر.
– لكن أطلق الناس بعد نياحة القديس باخوميوس مباشرة كلمة الشايب على هذا الدير، وذلك للظهورات المتكررة والمتعددة للأنبا باخوميوس للمحيطين بالدير والذين يطلبون شفاعته.
– حيث كان يظهر ومازال يظهر فى شكل شيخ شعر لحيته أبيض (شايب)، يمد يد العون والإغاثة، لذلك لقبوه بالشايب!
الكنيسة الأثرية
– تعتبــر الكنيســة الأثريــة هى المبنــى الوحيــد المتبقــى مــن المبانــى القديمــة، وهــى ترجــع للقــرن الرابع الميلادى.
– أُعيــد ترميمهــا فــى القــرن الســابع عشــر الميلادى.
تاريخ أحياء الحياة الرهبانية
– بــدأ التعميــر بالديــر العامــر فــى العصــر الحديــث، فــى أواخــر الســتينات وأوائــل الســبعينات مــن القــرن الماضــى.
– أشــرف عــدد مــن الآبــاء الأســاقفة علــى عمليــات التعميــر، إلــى أن تــم الإعتــراف بالديــر رســميًا فــى جلســة المجمــع المقــدس بتاريــخ 1998/6/6م، الموافــق 29 مــن شــهر بشــنس لعــام 1714 ش.
– أشــرف صاحــب النيافــة الأنبــا هــدرا مطــران أســوان وتوابعهــا علــى الديــر مــن ســنة 2002م إلــى 2013م.
– فــى يــوم تاريخــى ومفــرح للديــر، وهــو يــوم الأحــد الموافــق 2013/11/18 الموافــق 9 هاتــور لعــام 1729ش، قــام قداســة البابــا المعظــم الأنبــا تواضــروس الثانــى بسيامة الأنبــا ســلوانس أســقف ورئيــس ديــر الأنبــا باخوميــوس الشــايب بالأقصــر.
– فــى يــوم الســبت الموافــق 23 نوفمبــر لعــام 2013 م الموافــق 14 هاتــور لعــام 1729ش ، تــم تجليــس نيافتــه أســقفًا ورئيسًا لديــر الأنبــا باخوميوس الشــايب بالأقصــر.
كنائس الدير
الإحتفال بعيد القديس الأنبا باخوميوس
– تعيد له الكنيسة القبطية فى 14 بشنس من كل عام.